في إحدى ملاكمات محمد علي كلاي
وقع حظه العثر أن يلاكم أحد أبطال العالم الأقوياء الأشاوس الذين اشتهروا بشدة بأسهم وصلابة ضرباتهم، فواصل محمد علي تدريباته استعدادًا لهذه المبارة، وحانت لحظة المباراة فضربه هذا الملاكم ضربة أسقطته على الأرض، ومن فرط قوة ضربته أصبح محمد علي في حالة يُرثى لها؛ فقد أصابه إعياء شديد بسبب قوة الضربة التي تلقاها من الملاكم الآخر، ثم حُمِلَ محمد علي إلى المشفى واستمر بها عِدّة أسابيع للعلاج، لكن محمد علي طلب طلبًا غريبًا !!
طلب محمد علي شريط الملاكمة الأخيرة ليشاهده رغم مرضه الشديد!!
وظل يتابع أحداث المباراة المُسجلة بشغف ورويّة، ويلاحظ أخطاءه فيها، وكان يتدرب بخياله فقط
فكان يتخيل أن المباراة تمّت إعادتها مرّة أخرى ويصحح من أخطاءه في خياله، وأخيرًا .. عقد "محمد علي" عزمه بعد تماثله للشفاء أن يُعيد الكرّة مرّة أٌخرى ويلاعب نفس الملاكم ليأخذ بثأره !
وعلى الفور أرسل لغريمه دعوة للملاكمة، فاندهش جميع رفاق محمد علي وطفقوا يُحذّرونه مِن خوض هذه المباراة حتى أن زوجته هددته بالطلاق إن هو خاض هذه المعركة ولكنه أصر على ما أراد !
خرج خصم محمد علي على الإعلام قبل أيام من المعركة وصرّح أنه لن يترك محمد علي هذه المرّة حتى يُرديه قتيلًا
فلم يَفُتّ هذا في عضد البطل محمد علي وظل يستعد جيدًا للمعركة المصيرية.
وحانت اللحظة الفاصلة والكل في ترقب وذهول في انتظار ماذا تُسفر نتيجة المعركة
نظر محمد علي إلى غريمه في تحدي وقوة ثم ناوره ولكمه لكمة شديدة قوية طرحته أرضًا وذلك في اللحظات الأولى من وقت المباراة وفاز محمد علي وأصبح بعدها أشهر مُلاكم في التاريخ.
تدريبات محمد في خياله كانت سببًا في فوزه قبل أن يبذل أي مجهود جسدي في تدريباته، ثم كانت إراداته القوية وتصميمه على تحقيق هدفه رغم تثبيط من حوله له فتحقق له ما أراد، وقد علّق مُحمد علي بعد هذه المباراة قائلًا:
" أنت بدون خيالك كالنحلة بلا أجنحة "
فلا تترك عنان خيالك فيما لا يفيد، بل اجعله مُحفّزًا لك نحو سموّك للمعالي وتحقيق أهدافك السامية ولا تلتفت لتثبيط المُثبّطين وكن ذا ثبات يُفتت الجبال وعزيمة لا تعرف المُحال.