الاثنين، 21 أغسطس 2017

ماذا قال الناس فى تألق بغداد عصر هارون الرشيد

تألق بغدادوقد بلغت بغداد أوج تألقها في عهد هارون الرشيد كما يقول الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وأكثر ما كانت عمارة وأهلا في أيام الرشيد إذ الدنيا قارة المضاجع دارة المراضع خصيبة المراتع مورودة المشارع
حتي أن الشافعي - وقد عاش زمن الرشيد - سأل يونس بن عبد الأعلي : ( دخلت بغداد ؟ فقال : لا ، فقال ما رأيتَ الدنيا ولا الناس )
بل أن أميرا من بني العباس أنفسهم , وهو عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس ، اندهش من كثرة الناس في بغداد وقال : ( ما مررت بطريق من طرق هذه المدينة إلا ظننت أن الناس قد نودي فيهم )



ويقول المستشرق الأمريكي -لبناني الأصل- فيليب حتي: «في أيام هارون الرشيد أصبحت بغداد مركزًا للغنى الباذخ والأهمِّيَّة العالمية، ولم يكن مضى على تأسيسها نصف قرن، فوقفت وحدها تضاهي بيزنطة، وكان مجدها متناسبًا مع الإمبراطورية التي كانت هي عاصمتها حتى قيل: لم يكن لبغداد في الدنيا نظير».
ويقول المستشرق الفرنسي دومينيك سورديل: «كانت العاصمة الخليفية (بغداد) خلال حقبة قصيرة المركز الوحيد للثقافة؛ إليها توافد الشعراء حتى من الأقاليم البعيدة يقدمون المدائح، وهنا تجمع الفنانون والحرفيون للعمل في البناء أو في الزينة للصروح الضخمة وكذلك لصنع التحف والملابس، وهنا -أيضًا- التقى العلماء والكُتَّاب الأكثر شهرة».
ويبدو المستشرق الفرنسي جاك ريسلر عاجزا وهو يعلن: «من الصعب جدًّا أن نذكر، بكلمات، روعة البلاط الملكي وفخامة الخلفاء؛ حتى إن جلال وبهاء البلاطات الفارسية والبيزنطية كانا يعجزان عن إعطاء فكرة عن تلك الفخامة»